top of page

دور الابتكار في نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة 

ديسمبر 4

٤ min read


دور الابتكار في نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة 
دور الابتكار في نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة 

 

يُعد الابتكار شريان الحياة لأي عمل تجاري، وخاصةً في الشركات الصغيرة والمتوسطة. التي تُعد من أهم الركائز الأساسية لدعم التنمية الاقتصادية في أي دولة؛ وذلك، لمساهمتها في تنمية المجتمعات المحلية، وتعزيز مرونة السوق الاقتصادية في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء. لذا، يُعد تعزيز الابتكار بين الموظفين في الشركات الصغيرة والمتوسطة أمراً بالغ الأهمية لتحقيق نجاحها ونموها على المدى الطويل. 

  

في هذه المقال ستتعرف على الابتكار، وأهميته في الشركات، وتأثيره الإيجابي على النمو الاقتصادي، إضافة إلى كيفية تعزيز الابتكار، مما يوفر رؤى قيّمة حول العوامل المؤثرة في قدرة الشركات على الابتكار، والتحديات التي تواجهها، وكيفية تجاوزها. 

 

ما هي الشركات الصغيرة والمتوسطة؟  

يختلف مفهوم الشركات الصغيرة والمتوسطة من دولة إلى أخرى، ومع ذلك، توجد مجموعة من الأسس التي يُعتمد عليها عند تعريفها. ومن ضمن هذه الأسس: عدد العاملين، حجم الأموال المستثمرة (رأس المال)، حجم المبيعات، التقنية المستخدمة، ومعيار الإنتاج. 

  

تشير الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الأعمال التجارية التي تُصنّف بناءً على حجمها من حيث عدد الموظفين، وحجم الإيرادات، والأصول. إذ تتسم هذه الشركات بصغر حجمها مقابل الشركات الكبيرة، مما يسهم في توفير فرص عمل لدعم الابتكار.   

 

ومن هنا فإن تعريف الابتكار في سياق الأعمال هو إعادة تصور، بالإضافة لإعادة تصميم وتنفيذ طرق جديدة لإجراء الأنشطة التجارية بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية وتعزيز رضا العملاء وخفض التكاليف واكتساب ميزة تنافسية. 

 

ما هي أهمية الابتكار لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة؟ 

 

يُعد الابتكار والإبداع في الشركات الصغيرة والمتوسطة حافزاً للتقدّم والتميّز في مشهد الأعمال التنافسي اليوم، حيث يساعد على التميز بين المنافسين، وتحسين كفاءة العمليات، وتطوير منتجات أو خدمات فريدة، مما يكسبها ميزة تنافسية قوية.  

 

ووفقاً لعدة تقارير بهذا الخصوص، فإن الشركات التي تتبنى الابتكار تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات، خاصة في ظل التغيرات السريعة في الأسواق والتكنولوجيا.  

 

كيف يعزز الابتكار والإبداع نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة:

إليك أهم 5 مزايا:

  

  • زيـــــــــــادة التنافسية: 

من خلال تطوير منتجات أو خدمات مبتكرة، تستطيع الشركات الصغيرة والمتوسطة تمييز نفسها عن المنافسين لجذب عملاء جدد وتوسيع قاعدة انتشارها. 


  • خلق ثقافــــــــة الابتكار: 

بناء ثقافة تحتفي بالابتكار ينطوي على تعزيز الانفتاح على الأفكار الجديدة، ومكافأة الإبداع، وتشجيع المجازفة. 

  

  • تحسين الإنتــــــــاجية: 

الابتكار في العمليات يٌمكّن الشركات من تحسين كفاءتها، وتقليل التكاليف، وزيادة الإنتاجية، وهو ما ينعكس إيجابياً على العوائد. 


  • توسيع نطاق السوق:


يمكن للابتكار مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الوصول إلى أسواق جديدة، سواء محلياً أو عالمياً، من خلال منتجات أو خدمات تلبي احتياجات غير مُلباة.   


  • توفير فرص التعلم والتطوير:

 الاستثمار في تدريب الموظفين يعزّز من مهاراتهم ويدعم ثقافة التعلم المستمر والابتكار. 

 

أهم الاستراتيجيات التي تعزز من الابتكار والإبداع في الشركات الصغيرة والمتوسطة:

 

ينبغي على أي شركة تريد الحفاظ على نجاحها أن تحافظ على مستوى مرتفع من الإبداع والابتكار، كما يجب على كل صاحب عمل يرغب في تعزيز نمو شركته أن يولي اهتماماً لاستخدام الأدوات التي تساعد على زيادة الإبداع، فمن المهم الاستثمار في هذا المجال بما يتجاوز الفاعلية الاقتصادية والتشغيلية. 

 

ومن الطبيعي أن يكون كل موظف متمكنًا من جميع الجوانب المتعلقة بدوره الوظيفي. فمثلًا، يجب أن يكون مهندس البرمجيات على دراية بمهارات البرمجة، والمحاسب ملماً بالشؤون المالية والحسابات. إلا أن هذا لا يكفي لشركة تطمح إلى تحقيق نمو ملحوظ؛ حيث ينبغي أن يسعى الموظفون للتفكير بطريقة مبتكرة وإبداعية.    

وهنا ستجد أهم 5 استراتيجيات من شأنها تعزيز الابتكار والإبداع في الشركات الصغيرة والمتوسطة: 

  1. تشجيع التعاون بين الوظائف: يؤدي تعزيز التعاون بين الأقسام المختلفة إلى تبادل متنوع للأفكار، مما يسهم في إيجاد حلول مبتكرة.   

  2. خلق بيئة عمل مرنة: تُعد المرونة والقدرة على التكيف من العناصر الحاسمة للابتكار. إذ ينبغي للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تتبنى ممارسات مرنة تسمح بالتجريب والتكرار السريع.   

  3. الاستفادة من التكنولوجيا للابتكار: يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة تمكين قوية للابتكار في الشركات الصغيرة والمتوسطة. فمن خلال تحليل البيانات وتعزيز التعاون، يمكن للشركات التكيف السريع مع التغيرات التكنولوجية والسوقية، مما يعزز قدرتها على الاستمرار والنمو.   

  4. الاستفادة من التحول الرقمي: يمكن أن يؤدي اعتماد التقنيات الرقمية إلى تبسيط العمليات، وتعزيز الإنتاجية، وفتح آفاق جديدة للابتكار والإبداع.   

  5. الموازنة بين المخاطر والمكافأة: ينطوي تشجيع الابتكار على بعض المخاطرة، لذا يتعين على الشركات الصغيرة والمتوسطة إيجاد التوازن بين المجازفة المحسوبة وإدارة النكسات المحتملة. 

  

ماهي التحديــــــــــــــات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تبني الابتكار؟ 

 

تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات مختلفة تعيق قدرتها على الابتكار، ومن أبرز هذه التحديات:  

 

  1. نقص التمويل: 

غالباً ما تواجه هذه الشركات نقصاً في التمويل، مما يعيق قدرتها على التوسع أو حتى الاستمرارية. لذا يكمن الحل في البحث عن مصادر تمويل متنوعة، مثل القروض، والمستثمرين، ومنصات التمويل الجماعي، إضافة إلى تحسين إدارة النفقات والتدفق النقدي.   


  1. محدودية الموارد: 

قد تجد الشركات الصغيرة صعوبة في التوسع بسبب محدودية الموارد. لذا، يمكن مواجهة ذلك بتبني استراتيجيات توسع تدريجية، وتحسين الكفاءة التشغيلية، واستخدام التكنولوجيا لدعم النمو.


  1. صعوبة التسويق: 


تواجه الشركات الصغيرة أحياناً صعوبة في التسويق الفعّال وزيادة المبيعات. لذا، يُنصح بتبني استراتيجيات تسويق رقمي فعّالة، واستخدام أدوات التحليل لفهم السوق بشكل أفضل.  

 

  1. مواكبة التغيرات: 


تواجه الشركات الصغيرة صعوبة في مواكبة التغيرات في القوانين واللوائح، مما يتطلب متابعة تحديثات القوانين بانتظام، واستخدام أدوات تساعد في إدارة الامتثال. 

    

نماذج ملهمة لشركات صغيرة ومتوسطة نجحت بفضل الابتكار: 

ختاماً، نستعرض لك أبرز الشركات الصغيرة والمتوسطة التي نجحت بفضل استخدمها أساليب واستراتيجيات الابتكار والإبداع:  

 

أستراليا: شركة (سبينفكس جورديان)


اعتمدت هذه الشركة نظام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات السلامة في المناجم والمواقع الصناعية، مما ساعدها في تحسين كفاءة عملياتها وتقليل المخاطر في بيئات العمل، وجعلها واحدة من الشركات المتميزة والناجحة في قطاعها. 

 

الهند: شركة (ويرباوتس) 


تعتمد هذه الشركة على إنترنت الأشياء لمتابعة تحركات الشاحنات والبضائع، مما ساهم في تحسين الخدمات اللوجستية للشركات وتقليل تكاليف التشغيل. إذ حصلت ويرباوتس على دعم كبير بسبب ابتكاراتها في قطاع النقل. 

 

جنوب شرق آسيا: شركة (جراب)


بدأت هذه الشركة كشركة صغيرة في ماليزيا لنقل الركاب، لكنها اعتمدت بشكل كبير على  الابتكار التكنولوجي، حيث طورت تطبيقاً شاملاً يقدم خدمات متعددة، من التوصيل إلى الطلبات وخدمات الدفع. توسعت الشركة بشكل هائل بفضل الابتكار حتى أصبحت من الشركات الرائدة في المنطقة.

 

إستونيا: شركة (بولت)


تأسست بولت كشركة صغيرة لتقديم خدمات نقل الركاب، ولكن بفضل الابتكار في تقديم خدمات توصيل الطعام والنقل بأسعار معقولة وسهولة الاستخدام، توسعت إلى عدة دول وأصبحت تنافس الشركات الكبرى.


اقرأ أيضًا.. كيفية الاستفادة من آراء المستهلكين لتطوير المنتجات والخدمات؟


الخلاصة:

 

يعد الابتكار عنصراً حيوياً لنجاح ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث يعزّز من تنافسيتها ومرونتها في مواجهة تحديات السوق، مما يتيح لها تحقيق التميز والتوسع وتحسين الكفاءة الإنتاجية.

bottom of page