top of page

الابتكـــار المتمركز على العمــــــلاء

  • صورة الكاتب: Aman Zaid
    Aman Zaid
  • 6 أبريل
  • 2 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 8 أبريل

Steady pace Customer-centric innovation


يُشكل الابتكار الذي يركز على العملاء عنصراً أساسياً في تصميم الخدمات الفعّالة. فمن خلال التركيز على احتياجات وتفضيلات العملاء، تستطيع المؤسسات تطوير خدمات مبتكرة تعمل على تحسين التجربة الشاملة لنجاح الأعمال. إذ تُبرز الأمثلة الواقعية المقدَّمة في هذه المقالة كيف استفادت شركات رائدة من هذا الابتكار لتحقيق تحسينات كبيرة في جودة الخدمة، إشراك العملاء واكتساب التميز تنافسي. 

 

كيف يؤثر الابتكار على تحسين خدمة العملاء؟ 

 

  1. تحسين جودة الخدمة: يضمن الابتكار الذي يركز على العملاء تصميم خدمات تُلبّي توقعاتهم أو تتجاوزها. فمن خلال فهم تفضيلات العملاء تستطيع المؤسسات تطوير خدمات تقدم جودة وقيمة استثنائيتين. 

  2. زيادة مشاركة العملاء: تعزيز تصاميم الخدمة المبتكرة من تفاعل العملاء؛ نظراً لتماشيها مع احتياجاتهم، كما تشجعهم الخدمات المخصصة على التفاعل بعمق أكبر وبشكل متكرر مع العلامة التجارية. 

  3. التمايز التنافسي: يُعد تقديم حلول مبتكرة تُعالج تحديات العملاء المحددة، ميزة مهمة تستطيع الشركات من خلالها التميز عن منافسيها في السوق. 


     

أبرز الأمثلة للابتكار المرتكز على العملاء:

 

  • أوبر: خدمة Uber Pool أُطلقت بهدف تقديم خيار نقل مشترك بأسعار مخفضة. عند إطلاقها في عام 2014، أعلنت أوبر أن هذه الخدمة يمكن أن تقلل التكاليف بنسبة تصل إلى 40% مقارنةً بخدمة UberX.  في عام 2022، أعادت أوبر تقديم هذه الخدمة تحت اسم "UberX Share" في تسع مدن أمريكية، مع خصم يصل إلى 20% على الأسعار المقدمة. 

 

  • آبل: قسم الدعم الفني "Genius Bar" في متاجر آبل يُعتبر مثالًا ناجحًا على تقديم حلول مخصصة للعملاء، حيث أظهر استطلاع أجرته مجموعة NPD في عام 2012 أن 90% من مستخدمي منتجات آبل الذين استخدموا خدمات "Genius Bar" كانوا "راضين للغاية" أو "راضين جدًا" عن تجربتهم.  بالإضافة إلى ذلك، أشار 31% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن لديهم نظرة أكثر إيجابية تجاه آبل بعد تلقيهم الخدمة.

 

 

كيفية إدارة الابتكار المرتكز على العملاء من خلال مؤشر ثقة المستهلك (CCI)؟  

 

ما هو مؤشر ثقة المستهلك ببساطة ؟ هو مقياس يعكس مدى تفاؤل أو تشاؤم المستهلكين تجاه الحالة الاقتصادية المستقبلية. حيث تساعد عملية البحث والتطوير الشاملة الشركات على تحسين فهمها المستمر لعملائها واحتياجاتهم. حيث يرتكز على التطوير لأفضل أساليب التواصل مع مقترحات القيمة وتقديم تجارب شاملة ومُرضية للعملاء الحقيقيين؛ نظراً لأن التعلم عن العملاء والتجريب مع شرائح مختلفة ومقترحات القيمة وآليات التسليم يعتمد بشكل كبير على أولئك الذين يتعاملون بانتظام مع العملاء، فمن الضروري أن يكون الموظفون في الخطوط الأمامية في مركز عملية CCI. 

 

ببساطة، يُحرك البحث والتطوير للعملاء جهود الابتكار بعيداً عن المقر الرئيسي ومختبرات البحث التقليدية إلى الأساليب الأقرب إلى العملاء. 

 

تحديات تواجه إدارة الابتكار :

 

بالرغم من أن الشركات التي تبتكر بنجاح ليست محصنة ضد التحديات المرتبطة بإدارة الابتكار. إلا أنها مع ذلك، تعتبر مجهزة لمواجهة هذه التحديات بفضل ثقافة الابتكار التي تمثل عقلية المنظمة وممارساتها التي تعزز التفكير الإبداعي، تغذي الابتكار وتظهِر انفتاحاً على الأساليب الجديدة. إذ أن هذا النهج يٌساهم في تطوير منتجات وخدمات جديدة ذات جودة عالية. ومع ذلك، فإن تعزيز مثل هذه الثقافة يُعد أمراً معقداً، ويتطلب تحولات في العمليات لتمكين التعاون بين الموظفين، تبادل الأفكار وتشجيع المجازفة، إلى جانب الالتزام بالاستثمار في الابتكار والنظر إلى الفشل كفرصة للتعلم. 

 

نصائح للتغلب على العقبات في تعزيز ثقافة الابتكار :

 

  1. معالجة قيود الموارد: تخصيص موارد محددة للابتكار، بما في ذلك الميزانية والوقت والمواهب، إذ قد يشمل ذلك أيضاً إسناد مسؤوليات محددة للفرق أو الأفراد واستخدام أدوات لتبسيط عمليات الابتكار وأتمتتها. 

 

  1. الحد من النفور من المخاطرة: بناء ثقافة تحتفي بالتعلم من الفشل بقدر احتفائها بالنجاحات، تشجيع التجريب من خلال إنشاء بيئات آمنة للفشل، حيث يتم إدارة المخاطر ويُنظر إلى الفشل كجزء أساسي من عملية الابتكار. 

 

  1. الابتكار المستدام: يشكل الابتكار المستدام نهجاً لتطوير الأفكار والحلول التي تراعي الاستدامة، بحيث تُحدِث تأثيراً إيجابياً في معالجة القضايا البيئية والاجتماعية. فهو لا يهدف فقط إلى تحقيق المكاسب التجارية والاقتصادية، بل يؤثر أيضاً بشكل إيجابي على الأفراد والمجتمع. 

 

ومع ذلك، فإن مواءمة الابتكار مع أهداف الاستدامة قد تكون عملية معقدة نظراً لتعدد الجوانب المرتبطة بها، مثل: 

 

  • حل القضايا البيئية (مثل: تقليل غازات الاحتباس الحراري وزيادة كفاءة الطاقة). 

  • تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال المساواة ودعم المجتمعات المحلية وتحسين ظروف العمل. 

 

 

نصائح لتحقيق الابتكار المستدام:
 
  • اجعل الاستدامة جزءاً أساسياً من عمليات الابتكار لضمان أن تُسهم كل خدمة أو منتج جديد في برنامج الاستدامة. 

  • قم بتقييم سلسلة القيمة وتحسينها بشكل منتظم لتحقيق الاستدامة. بالإضافة لذلك، حدد أين تضيع القيم وأين تُكتسب؟، وكيف يمكن للابتكار أن يعزز الاستدامة في كل مرحلة؟.  


ريادة الأعمال الداخلية :

 

تشكل ريادة الأعمال الداخلية، التي تعزز المهارات والعقليات الريادية داخل المنظمة، أهمية كبيرة لدفع الابتكار من الداخل. فهي تشجع الموظفين على تطوير أفكار جديدة ومتابعتها، مما يسهم في نمو الشركة وقدرتها على التكيف. ومع ذلك، تواجه ريادة الأعمال الداخلية تحديات مرتبطة بالصراعات المحتملة مع ثقافة الشركة الحالية، وبنيتها، وقدرتها على تحمل المخاطر. لذلك، هناك حاجة إلى تحولات تنظيمية كبيرة لدعم هذه الجهود، ومنها: 

 

  • تعزيز بيئة تشجع على الابتكار والريادة. 

  • توفير الموارد والتوجيه المناسبين لدعم الأفكار الجديدة. 

  • تمكين الموظفين من تحمل المخاطر وتجربة حلول جديدة دون الخوف من الفشل.  

  • قم بتطوير ثقافة تُحفّز الموظفين بشكل نشط على التفكير الإبداعي والاستعداد للمخاطرة. 

  • نفّذ برنامجاً لإدارة الأفكار يهدف إلى تصنيف الأفكار وتقييمها، وتحديد أولوياتها وتطويرها. 

  • تأكد من توفير الموارد اللازمة، مثل: التمويل والوقت والإرشاد. 


التحول الرقمي: 


يتطلب التحول الرقمي تغييراً جذرياً في العمليات والنماذج التجارية، مما يؤثر على كل من العمليات الداخلية وتفاعل العملاء. لتحقيق هذا التحول، يجب تبني نهج شامل يدمج بين التخطيط المنهجي والقدرة على التكيف المستمر بهدف الاستفادة من التطورات الرقمية لدعم نمو الأعمال وتحقيق رضا العملاء. 

 

نصائح للتكيف مع المشهد الرقمي المتغير:

 

  • إعداد خريطة طريق رقمية: حدد استراتيجية واضحة للتحول الرقمي تتضمن أهدافاً قصيرة وطويلة الأجل، مع مراعاة كيفية تعزيز التقنيات الرقمية لجوانب عملك المختلفة. 

 

  • الاستفادة من تحليلات البيانات: قم باستخدام أدوات لجمع وتحليل البيانات، بهدف الحصول على رؤى عن سلوك العملاء واتجاهات السوق لتحسين عملية اتخاذ القرار. 

 

  • تمكين التعاون الرقمي: تبنى  نظام تشغيل مبتكر يُسهل التعاون بين الوظائف المختلفة ويعزز العمل الجماعي في بيئة عمل تركز على الرقمية. 

 


ما هو الابتكار المفتوح؟ 

 

رغم شعبيته المتزايدة منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لا يزال الابتكار المفتوح يمثل تحدياً للعديد من الشركات، لا سيما فيما يتعلق بالتنفيذ. تبني الابتكار المفتوح قد يزيد من التعقيد، فإذا لم يُدار بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى هدر الموارد وزيادة المخاطر. 

 

نصائح للتعامل مع تحديات الابتكار المفتوح: 

 

  • إنشاء أُطر واضحة للتعاون: قم بوضع إرشادات شفافة تُحدد أهداف التعاون وآليات إدارة التوقعات، بما يضمن إدماج الأفكار الخارجية بفعالية.  

  • الاستفادة من المنصات الرقمية: استخدم منصة للابتكار المفتوح لتسهيل عملية الحصول على الأفكار وإدارتها والتعاون عليها.  

  • حماية الملكية الفكرية: ضع استراتيجيات واضحة لإدارة الملكية الفكرية تشمل تحديد حدود التعاون وضمان حماية المصالح بين الأطراف المشاركة.  

 

التركيز على العملاء:

 

يجب وضع العملاء في صميم الأنشطة الإبداعية. إذ غالباً ما تفشل الابتكارات بسبب نقص أبحاث السوق أو عدم وجود رؤى عن احتياجات العملاء. حيث أن هناك العديد من الشركات التي تُطلق منتجات أو خدمات جديدة دون دراسة كافية للسوق أو طلب العملاء، ولإدارة التركيز على العملاء نوصيك بالتالي: 

 

  • إشراك العملاء في وقت مبكر: اجعل العملاء الحاليين والمحتملين جزءاً من عملية الابتكار منذ البداية لضمان تلبية احتياجاتهم بشكل فعال.

  • تطبيق التفكير التصميمي: استخدم مبادئ التفكير التصميمي، والتي تركز على التعاطف مع العملاء وتطوير حلول بناءً على ملاحظاتهم وتجاربهم.  

  • مراقبة الاتجاهات باستمرار: استخدم أدوات تحليلية لرصد الإشارات المهمة المتعلقة باتجاهات العملاء وسلوكياتهم.  

  • تكامل الذكاء الاصطناعي: أنشئ نظاماً شاملاً لإدارة الابتكار يضمن توافق مبادرات الذكاء الاصطناعي مع استراتيجيات شركتك وأولوياتها للتوسع، الاستمرارية، والتكامل السلس ضمن العمليات الحالية للشركة.

 

قراءة أخيرة

 

يعد الابتكار المتمركز على العملاء حجر الأساس لنجاح أي مشروع وتطوره، إذ أن الشركات التي تتفاعل بفاعلية وابتكار مع عملائها تتميز في السوق وتنافس! وتحظى بتقييم عالي بين روادها فتكسب ولائهم المستدام.  فالاستفادة من التحول الرقمي وقياس مؤشر ثقة المستهلك يساعد على فهم العميل بشكل أكبر ويرضي توقعاته. لذلك، إن أردت تحقيق تميز مستدام في سوقك التنافسي عليك أن تدرس أولاً ماذا يحتاج عملائك؟ 


bottom of page